الأربعاء، 11 يونيو 2008

سبحان الله احسن الخالقين


الدلائل على وجود الله كثيرة ولكنها ربما تختلف باختلاف الدين. فمثلا، المسيحيون يفاخرون بوليمة السمك المعتبرة التي أقامها سيادة الفريق اول ابن الله المسيح بن الرب في علاه لآلاف الجائعين الذين لم يرزقهم ربهم بما يقيم أودهم وأجاعهم رغم انه هو نفسه ربهم الذي هو في نفس الوقت أبو نفسه. أما المعجزة فليست في كرم المسيح، فهذ شيء متوقع من رب إبن رب مثل حضرته. المعجزة تكمن أيها المحترمون في انه أَوْلَم بسمكتين والقليل من الخبز فقط لا غير! تخيلو لو انني أطعمت في هذه الأيام حياً كاملاً من علبتين سردين وكيس خبز، هل يمكنكم ان تنكروا هذه المعجزة وان لا تسلموا باني ابن الله واني انا الله أبو نفسي؟

الاسلام من الناحية الأخرى ثابت دامغ بدليل معجز قائم ليومنا هذا وليوم الدين: القرءان. والتحدي في القرءان نفسه واضح. وهذه الآيات مثال على التحدي المعجز الكامن في القرءان: (فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين)، ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين)، (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين)، (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً).

ان كان الأمر كذلك، فكيف يتسنى لعمر بن الخطاب المساهمة في كتابة القرءان؟ وأبسط مثل على هذا هو القصة المشهورة التالية: لما سمع عمر: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ.." الخ قال بعدها: "فتبارك الله أحسن الخالقين". فقال محمد لكاتب الوحي يومئذ "هكذا نزلت فاكتبها". ونرى أن القرءان كثيراً ما ينزل برأي عمر.

من ناحيت، فكلما خطرت هذه الآية على بالي (فتبارك الله أحسن الخالقين) كلما تذكرت الشيخ بن باز بطلعته البهية. ولكن، ليس هذا هو المهم. المهم هو مشاركة عمر في تأليف القرءان. ولكن ما المشكلة في هذا. يعني ربما ان كل ما في الأمر توارد خواطر بين السيد الله والسيد عمر.


بالمناسبة، ما رأي جراحي التجميل وأخصائيي تقويم النظر والأسنان في نظرية أحسن الخالقين هذه. حتى نانسي عجرم يا ربي لم تسلم من حسن خلقتك واضطرت لاجراء عملية تجميل. حكمتك يا رب.


من ناحية أخرى، نرى ان الاسلام يلي "أسباب النزول" أهمية قصوى في تفسير وربما تبرير القرءان. ان كان من عند الله وان كان هناك إله، ما الحاجة لأسباب. وان كان الاسلام والقرءان صالحين لكل مكان وزمان وانسان وحتى للجان، فما الداعي لسبب لنزول كلام الله؟ أليس صحيحاً انه ان زال السبب زالت النتيجة؟