الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

لكل شيء نهاية... حتى اسطورة الله وحتى انشغالي به... وداعاً ايها الأحبة

مرت أكثر من سنة على أخر تدوينة لي. خلال هذه الفترة كانت الأفكار تتنازعني، ليس بين الدين واللادين، فقد تجاوزت هذه المرحلة "بقضل الله"، او فلنقل بعجزه.

لقد اكتشفت أخيراً انني اضعت عمري الذي يقارب الآن نصف قرن إما في عبادة الله او البحث عنه او الهروب منه او الدفاع عنه او مهاجمته. عندها، توصلت لقرار: كفاني سفاهة. الله في الأغلب غير موجود. وحتى ان كان موجوداً فهو غير مهم. إذا، فما فائدة الإنشغال به؟

قراري الذي لا رجعة عنه حتى ولو التفت الساق بالساق: انت طالق طلقة بائنة يا الله! فانا منذ حوالي العامين رأيت الموت بام العين، وتوصلت لقناعتي هذه وقراري هذا والساق ملتفة بالساق. فأرجو من الوعاظ الذين يجادلون في العادرة من منطلق ان الانسان اللا إلهي واللا ديني سيغير رأيه و "يتوب" عندما تبلغ روحه حلقومه ان لا يكونوا كالببغاوات وان لا يستعملوا معي هذه الحجة في النقاش. لقد اتخذت هذا القرار عن قناعة تامة وانا بكامل قواي العقلية وهو قرار نهائي وعمل به عقلي وعواطفي من ساعته وتاريخه.

على أثر قراري بعدم الانشغال بالله بعد الآن، تنازعتني الأفكار وكانت الاحتمالات امامي ثلاثة كما يلي:

(1) مواصلة مقارعة الله مثل بن كريشان الذي ينهكه الله ليل نهار ويأخذ من وقته أكثر مما يأخذه من وقت العبّاد الناسكين!

(2) ازالة هذه المدونة من الوجود، ويا دار ما دخلك شر!

(3) الخروج من المعركة بنبل مثل العزيز قضمات صغيرة.

وأنا رغم قناعتي بأن معركة العزيز بن مع الله هي في المحصلة معركة بين دون كيشوت وطاحونة هواء، فإنني أوقن بأنه ليس لديه خيار؛ فقد حمي الوطيس بينه وبين الرب في علاه ولن تتوقف المعركة إلا بفناء أطرافها جميعاً. أي بانتهاء بن لان الطرف الآخر غير موجود من الأساس!

وعليه، اودعكم جميعاً وأتمنى للجميع كل الخير. هذه آخر تدوينة لي وانا سائر في هذا على خطى العزيز قضمات صغيرة. انا لن اضيع بعد الآن أي وقت على الله لا في عبادة ولا في نزال.

قبل أن أختم لا بد لي من الإشارة إلى انني سافتقد الله وسجالي معه. ولكن وكما أسلفت، فلا بد لكل شيء سواء كان جميلا او قبيحاً من نهاية. فوداعا يا الله ووداعاً أيها الاصدقاء.